الحكم الشرعي لتجارة العملات الرقمية cryptocurrency و حكم عملية التعدين Mining

التسويق الشبكي المسار التاريخي و الأفاق المستقبلية

الأصل و البدايات: 

صناعة التسويق الشبكي بدأت في نظري المتواضع منذ بداية الحضارة الإنسانية لسبب بسيط وهو أنها عادة بشرية تتلخص في القيام بتوصيات للتجارب الجيدة التي نعيشها في حياتنا كل يوم (Word of mouth) ، و التوصية Recomandation هي خاصية بشرية باعتبار الإنسان كائن اجتماعي يقوم دائما بالتوصية و يطلبها كذلك من غيره، إلا أنها كصناعة و علم قائم بذاته ظهرت بأمريكا سنة 1949 مع أول شركة تسويق شبكي و هي شركة NUTRALITE للمكملات الغذائية، و اعتمدت آنذاك أول نظام تسويق شبكي من مستوىين في العمق، و في سنة 1959 قامت بتغيير اسمها إلى Amway و أضافت مستوى أخر لتصبح بثلاث مستويات في العمق، و استطاعت سنة 1972 أن تحقق رقم معاملات ضخم يقدر ب 600 مليون دولار. شركة AMWAY ليست فقط هي أول شركة للتسويق الشبكي في العالم بل أنها تحتل المرتبة الأولى حتى يومنا هذا كأفضل شركة تسويق شبكي عالميا و تقدر معاملاتها بأكثر من 15 مليار دولار سنويا .

المعركة القانونية و الولادة الشرعية: 

عرفت مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ظهور عدة نماذج لمخططات احتيالية تقوم بالنصب على الناس بداعي الاستثمار و التجارة، أشهرها المخططات الهرمية الاحتيالية Pyramid scheme و مخططات البونزي Ponzi scheme ،الشيئ الذي دعا المحاكم الأمريكية إلى منع الشركات الهرمية الاحتيالية التي تنصب على الناس, وكان هذا القرار صادرا من السيناتور Walter Mondaleسنة 1975، و نظرا للفراغ القانوني و التنظيمي الذي كان آنذاك في أمريكا فضلا عن حداثة صناعة التسويق الشبكي فقد تم توجيه عدة شكاوى قضائية لشركة Amway بدعوى الاحتيال و التنظيم الهرمي خاصة أن مفهوم التسويق الشبكي أنداك كان غير معروف لذا السلطات الأمريكية البتة، و دفاعا عن قضيتها دخلت شركة Amway في معركة قضائية دامت أكثر من أربع سنوات من المرافعات المارطونية أثبتت فيها الشركة للسلطات الأمريكية قانونية التسويق الشبكي و الفوارق بينه و بين الأنظمة الغير قانونية، و تمكنت شركة Amway سنة 1979 من انتزاع الاعتراف بصناعة التسويق الشبكي و الحصول على ترخيص قانوني لمزاولة نشاطها و كان بذلك الولادة الشرعية لصناعة التسويق الشبكي في العالم .

بداية الانتشار: 

بعد حصول شركة Amway على الشرعية القانونية بدأت تظهر في أمريكا عدة شركات أخرى لا زالت إلى ألان تغير حياة الملايين حول العالم، أولها كانت شركة Herbalife سنة 1980 ثم تلتها شركة Nuskin سنة 1984 و التي تعتبر أول شركة تسويق شبكي تستطيع دخول البورصة و تصنف اليوم من اقوي عشر شركات في العالم، ليبدأ بعد ذلك انتشار شركات التسويق الشبكي في باقي دول العالم و بالتحديد أوروبا و أسيا، ليصل حجم معاملات صناعة التسويق الشبكي سنة 2015 إلى أكثر من 167 مليار دولار و ما يقارب 91 مليون مسوق شبكي حول العالم .

الرؤيا و المستقبل: 

يتوقع الخبراء أن يستقطب ميدان التسويق الشبكي في السنوات المقبلة أكثر من 200 مليون مسوق شبكي جديد نظرا لازدهار هذه الصناعة، و نظرا لكونها تقدم أفضل بديل اقتصادي ديمقراطي للبشرية بدون اعتبار جنس أو عرق أو طبقة اجتماعية لامتلاك مشروع خاص و تحقيق الحرية المالية، و خاصة في ظل المشاكل و التحديات الاقتصادية التي يعرفها العالم اليوم من انعدام الاستقرار الوظيفي و تأخر سن التقاعد و المشاكل التي تعرفها صناديق التقاعد في جل بلدان العالم، هذا فضلا عن الكوارث الاجتماعية التي نتجت عن خروج المرأة للعمل لمساعدة الرجل من ضياع تربية الأبناء و انحرافهم و تدني مستواهم الدراسي، و ما يترتب عن هذا من ارتفاع نسبة العنوسة و الطلاق و المشاكل الأسرية، كل هذه العوامل و عوامل أخرى جعلت من مهنة التسويق الشبكي تبرز كأفضل حل للخروج من هذه المتاهات التي لا نهاية لها حيث تقدم صناعة التسويق الشبكي للرجل و المرأة على حد سواء و بدون حاجة لأي دبلومات أو شواهد و برأس مال بسيط جدا إضافة إلى انعدام عنصر المخاطرة، مشروع مقاولة جاهزة و منتجات أو خدمات عالية الجودة مع نظام ربحي متميز جاهز للاشتغال عليه دون التقيد لا بوقت معين و لا مكان معين هذا كله مع عدم اشتراط أي خبرة أو تكوين مسبق حيث أن شركات التسويق الشبكي توفر ذلك لكل أعضائها حول العالم ،كل هذا يعطي إشارات قوية جدا لمستقبل هذه الصناعة القوية التي ستغزو العالم، و هو ما تدل عليه الأرقام و الإحصائيات التالية :

⤆ 150 ألف شخص كل أسبوع يلتحق بالتسويق الشبكي. 
⤆ 13 مليون مسوق شبكي فقط في أمريكا.
⤆ 40% من المسوقين الشبكيين استقالوا من وظائفهم و أصبحوا محترفين في التسويق الشبكي.
⤆ ما يفوق 200 بليون دولار بالسنة هو رقم مبيعات التسويق الشبكي أي اكثر من صناعة الموسيقى و الأفلام و الألعاب و السينما.