الفرق بين التسويق الشبكي Network marketing و النظام الهرمي الاحتيالي pyramid scheme 
يشوب صناعة التسويق الشبكي Network marketing الكثير من سوء الفهم و اللبس مما يجعل الكثيرين يخلطون بينه و بين هرم الاحتيال Pyramid scheme المحرم شرعا و قانونا ٫ليس فقط بين الناس العاديين بل كذاك بين بعض المثقفين و بعض علماء الدين بسبب عدم التصور الصحيح للمسألة٫ و أشد ما يكون سوء الفهم هذا في عالمنا العربي مما يعكس للأسف الشديد تخلفنا المعرفي فنحن اليوم نناقش حول التسويق الشبكي ما كانوا يناقشونه في أمريكا و أوربا سنوات السبعينيات٫ فيما الآن أصبح التسويق الشبكي علم يدرس في معاهد و جامعات الغرب ٫و بغرض إزالة اللبس و توضيح المتشابهات سنعرض فيما يلي أهم الفروق بين التسويق الشبكي وبين هرم الاحتيال .
خلط المصطلحات
بالرجوع إلى ألأصل الاصطلاحي و اللغوي نجد أن هناك فرق جوهري بين كلا الاصطلاحين ٫ فمصطلح التسويق الشبكي باللغة الانجليزية Network marketing يحمل كلمة تسويق Marketing و تعريفه هو تسويق سلعة أو خدمة عن طريق شبكة العلاقات الاجتماعية كما فصلنا في مقال ما هو التسويق الشبكي بينما مصطلح Pyramid Scheme لا يوجد به كلمة Marketing أي تسويق بل كلمة Scheme و تعني "مخطط احتيالي" مما يبين ابتداء أن التسويق الشبكي هو نوع مبتكر من التسويق لا علاقة له بهرم الاحتيال الذي يطلق عليه الناس خطأ "التسويق الهرمي" و هذا تحريف للمعنى حدث أثناء الترجمة فلو كان هناك تسويق لزالت الإشكالية من الاصل !
الشكل الهرمي
الكثير من الناس لديه حساسية من الشكل الهرمي الذي قد تأخذه بعض أنظمة التسويق الشبكي و يخلط بينه و بين هرم الاحتيال، و قد وضح المسوق الشهير تيم سيلز Tim sales في محاضرته التعويض العبقري The brilliant Compensation هذا الأمر حيث قال : لا تكمن المشكلة في شكل الهرم أو مسماه، فهو يمثل احد أفضل التصاميم الهندسية التي عرفتها الإنسانية من حيث الثبات، كما يمثل نموذج تسلسل المنظمات و الشركات و حتى التسلسل العائلي بداية من الأب و الأم ثم الأبناء فالأحفاد و هكذا، و لكن المشكل الأكبر يكمن في خطة العمل و المنتج فكي تكون قانونية يجب توفر العناصر التالية :
⏪توفر سوق كبير و متوسع Huge and Expanding Market
والمقصود بالتوسع هو استيفاء قانون العرض والطلب للخدمة أو السلعة المعروضة
⏪وجود منتج متميز أو خدمة مميزة Unique and Consumable Product or service
حيث تضمن هذه الخاصية قناعة المستهلك بإعادة الشراء من الموزع باستمرار
⏪سير المشروع على الاتجاه والتوقيت الصحيحين للتجارة Right Business Trend and Timing
فلوتتبعنا مستجدات السوق بدقة لوجدنا أن الإتجهات التجارية تنحصر في بعض المجالات كمجالات التقنية المعلوميات و الاتصالات، التنمية البشرية و التطوير الداني، و العناية الصحية.
⏪إمكانية استثمار الوقت بشرط تكافئ الفرص Win-Win Time Leveraging Situation
فبغض النظر عن الأولوية في الانضمام بإمكانك مشاركة الآخرين في نفس الفرصة على أن تتساوى الامتيازات تماماً... بمعنى أن يكون للجميع نفس الفرصة للربح بغض النظر عن الأسبقية.
فبغض النظر عن الأولوية في الانضمام بإمكانك مشاركة الآخرين في نفس الفرصة على أن تتساوى الامتيازات تماماً... بمعنى أن يكون للجميع نفس الفرصة للربح بغض النظر عن الأسبقية.
الشكل البنائي
يعتمد التسويق الشبكي على نظام المستويات المتعددة و يسمى أيضا نظام المتعدد المستويات Multi level marketing ، بحيث تكون الأجيال محددة في عدد معين و ينتهي الجيل بعمولاته عند مستوى محدد ليبدأ بعده أخر، مما يضمن تكافئ الفرص بغض النظر عن الأسبقية ، أما هرم الاحتيال فغالبا ما تكون فيه الأجيال غير محدودة و ليس فيه مستويات متعددة كما و ينبني على عدد أجيال يتضاعف على نفسه كما يبين الشكل التالي :
1 6
2 36
3 216
4 1296
5 7776
6 46656
7 279936
8 1679616
9 10077696
10 60466176
11 362797056
12 2176782336
13 13060694016 <<<<<<
وهذا العدد أكبر من سكان الأرض مما يجعل الأمر غير معقول أبدا .
المنتج أو الخدمة
هرم الاحتيالPyramid scheme هو مشروع احتيالي محرم قانونا و شرعا هدفه صناعة المال من خلال انخراط الأعضاء دون وجود تجارة يروج فيها منتج أو خدمة ينتفع بها، بل فقط أموال تدار بين الناس يكون مصدرها هو اشتراكات الأعضاء بحيث لو توقف الاستقطاب لتوقف توليد العمولات ٫ في حين أن التسويق الشبكي Network marketing هو نمط توزيع و تسويق معاصر و نشاط تجاري قانوني و مشروع يعتمد على تسويق منتج أو خدمة عن طريق العلاقات الاجتماعية حيث أن العمولات تحصل من عملية بيع و شراء لمنتج مقصود أو خدمة ينتفع بها و يمكن الحصول على عمولات فقط من تسويق المنتج و حتى بدون استقطاب أي أحد .
نظام العمولات
يتميز نظام الاحتيال الهرمي Pyramid scheme بعمولات مرتفعة لأنه لا توجد تكاليف المنتج كما ذكرنا سابقا٫ كما أن العمولات تحصل من اشتراك أعضاء جدد لا من تسويق المنتج إما لانعدام المنتج أو لكونه غير مقصود حيث لا يمكن طلبه من الشركة و إعادة تسويقه بل تحصل عليه فقط عند الاشتراك الأول، إضافة إلى كون العمولات تقل نزولا من فوق الهرم حيث أن نسبة الربح مرتبطة أساسا بالأسبقية، مما يجعل مبدأ تكافئ الفرص ينعدم٫ في حين أن نظام العمولات في التسويق الشبكي خاضع لنظام العمولات التجارية المنطقية التي تتولد من عملية بيع و شراء لمنتج أو خدمة مقصودين و خاضعين لقانون العرض و الطلب، إضافة إلى أن العمولات ليس لها علاقة بالأسبقية بل بعمل الفريق و المبيعات التي يحققها.
محدودية الأجيال
في بعض الأنظمة الهرمية تجد من فوق يربحون عمولات على ما لا نهاية من الأجيال و في أحسن الأحوال على عدد محدد من الأجيال لكنه كبير جدا٫ فلو افترضنا مثلا أنه 100 جيل و افترضنا أن الشخص الذي في المستوى المائة أشترى و بدأت العمولات توزع على من فوقه إلى حدود 100 جيل٫ سنكتشف بعملية بسيطة أن العمولات الموزعة تجاوزت ثمن المنتج بكثير مما يؤدي إلى الانهيار الحتمي للمنظومة مع ربح الذين في القمة و خسارة القاعدة الذين يشكلون الأغلبية٫ بينما أن محدودية الأجيال في نظام التسويق الشبكي تضمن توزيعا عقلانيا لعمولات البيع لا تتجاوز في أقصاها 40% من ثمن المنتج و قد تصل إلى 60% إن كانت الشركة تنتج بنفسها و تتحكم في سلسلة إنتاجها بنفسها .