recent
أخبار ساخنة

دلني على السوق


تعرف على الحرية المالية مع الصحابي الجليل عبد الرحمن ابن عوف

دلني على السوق

يروج لمصطلح -الحرية المالية- في السنوات الأخيرة على أنه اختراع غربي في حين أننا نحن المسلمين اقرب إليه من غيرنا بكثير بل قد أدعي أنه ضرورة شرعية عندنا و لا مبالغة. كلما سمعت مصطلح الحرية المالية إلا و رأيت بين عيني قصة الصحابي الجليل عبد الرحمن ابن عوف و قولته الخالدة في الحرية المالية -دلني على السوق-  قالها بعدما جاء مهاجرا من مكة إلى المدينة مخلفا وراءه كل ما يملك٬ و عندما آخى رسول الله صلى الله عليه و سلم بينه و بين سعد بن أبي وقاص أراد سعد أن يواسي أخاه فعرض عليه شطر ماله وأجمل زوجاته يطلقها و يزوجها ٬ له فرد عليه بثقة انبثقت من قلب عربي حر لا يرضى إلا بالحرية المالية قال له :" بارك الله لك في مالك وأهلك ولكن دلني على السوق " فانطلق رضي الله عنه إلى السوق فكد وأجتهد حتى صار أغنى المهاجرين . أليس الله بكاف عبده ! أليس الله من قال : وفي السماء رزقكم و ما توعدون ! بلى...بلى كلنا الآن نرددها لكن من منا يجسرأن يقولها بمقاله و لسان حاله للوظيفة..للدوام..للراتب الشهري أن يقول لهم جميعا كما قال عبد الرحمن بن عوف " دلني على السوق " ! لا أحد إلا النذر اليسير.أتدرون لماذا ! الجواب ببساطة : إنها البرمجة وما أدراك ما البرمجة، كانت تنخر في عقلنا الباطن منذ الصغر حتى جعلت من أحفاد عبد الرحمن ابن عوف عبيدا ماليا لا يدخلون السوق إلا للتبضع ! .

في حقيقة الأمر لا يمكن بأي حال أن نسوى بين التاجر بن التاجر الذي ولد في جزيرة التجار بين عرب أقحاح يأنفون إلا ٱن يكونوا أسيادا وبيننا نحن في هذا الزمان الدين تربينا على الإجارة لا التجارة ٬ فمنذ نعومة أظفارنا للأسف الشديد ونحن نبرمج أن نكون تابعين لا متبوعين رعايا لا أسياد، فترى الواحد منا وهو طفل يسأل كل ساعة من الوالدين و الأهل عن و وظيفة المستقبل أشرطي أم مهندس ! وفي المدرسة نلقن أن النجاح في الحياة أن يصبح الواحد منا مهندسا أو شرطيا المهم موظف عند الدولة كي يضمن راتبا شهريا... والبرمجة شغالة، ثم عندما يكبر الواحد منا و يصبح عبدا رسميا..آسف أقصد موظفا رسميا ما شاء الله يتطور كثيرا فيصبح يأخذ مصروفه شهريا هذه المرة من الصراف الآلي ! وإن احتاج للمزيد فالبنك في خدمة العميل وقروضها بانتظار إشارة منه فقط كي تغرقه بابتسامة عريضة جدا أكثر و أكثر في بحر العبودية. 

لا أريد أن يفهم كلامي هذا أنه جلد للذات بل هو محاولة مني لتحريك المياه الراكدة وإعادة برمجة عقولنا وتغير القناعات والعادات الخاطئة المترسخة ، يقول إنشتاين : الغباء أن تكررالشيء ذاته بنفس الخطوات و نفس الطريقة ثم تتوقع نتائج مختلفة. إن لهذا الكون قوانين ونواميس لا تحابي أحدا ولو كان مسلما فالحرية المالية هي اقرب ما تكون للمسلم من غيره لكن شريطة تحقيق العلم و العمل . وهنا إن شاء الله تعالى سنتعلم سويا في مقالات قادمة كيف نعيد برمجة عقولنا و نرى الفرص الكونية المتوفرة حتى نستطيع أن نقول : دلني على السوق.

                     📹 مقطع دلني على السوق من قناتنا على اليوتوب                         

google-playkhamsatmostaqltradent