recent
أخبار ساخنة

معتقداتك حول المال هل تقودك نحو الحرية المالية أم بعيدا عنها !!

معتقداتك حول المال هل تقودك نحو الحرية المالية أم بعيدا عنها !!

معتقداتك حول المال هل تقودك نحو الحرية المالية أم بعيدا عنها !!





الاعتقاد له قوة خطيرة جدا و حقل طاقة يقوم بجذب ما يناسب ذلك المعتقد فالواحد منا يحصل على ما يفكر فيه بكل بساطة، و لعل أفضل دليل على ذلك قول الله عز و جل  [إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ] ، و حديثنا هنا سيقتصر على معتقداتنا حول المال هل هي تعمل على جلب المال أم تعمل على طرده بعيدا عنا فتعالوا نكتشف تلك المعتقدات السلبية التي تبعدنا عن طريق الحرية المالية :


الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء :

حاشا أن يكون في دين الله ما يدعوا إلى الفقر و الانكسار و من أسمائه تعالى -الغني- لكن المشكل يكمن في فهمنا القاصر لبعض نصوص الموروث الديني، فمصدر هذه الفكرة عند الناس هو حديث قال فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم  (قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجَدِّ محبوسون… ) ، و معنى الحديث أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء وذلك كون الفقير لا يملك أموالا يسأل عنها - و عن ماله فيما أبلاه- بينما الغني من أهل الجنة يكون موقفه أطول حتى يسأل عما يملكه، ولا يفهم أبدا من الحديث تفضيل الفقر على الغنى ! . و أيضا حديث يروج بين الناس يقول اللهم أحيني فقيرا…] و هو لا أساس له و إنما ورد بهذا اللفظ [ اللهمَّ أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا واحشُرني في زُمْرَةِ المساكين]، و حتى بهذا اللفظ فهو لا يصح و المقصود بالمسكنة هنا التواضع لله و ليس -الفقر- ! .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فالفقراء متقدمون في دخول الجنة لخفة الحساب عليهم والأغنياء مؤخرون لأجل الحساب ثم إذا حوسب أحدهم فإن كانت حسناته أعظم من حسنات الفقير كانت درجته في الجنة فوقه وإن تأخر في الدخول" انتهى .

لو كان الفقر خيرا للمسلم لما قال عمر رضي الله عنه (لو كان الفقر رجلا لقتلته)، و لما كان ستة من العشرة المبشرين بالجنة من أغنياء العرب ، و لما جهز آبا بكر رضي الله عنه جيش العسرة ! . فالمال قوة و المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف.

المال مفسدة و طغيان :

المال وسيلة فقط بيد الإنسان و هو من يعطيه طابع الخير أو الشر، فالمال مفسدة بيد المفسدين و خير بيد الأخيار تماما كما هي كل الوسائل التي يمتلكها الإنسان، فالسلاح مثلا يستعمله الشرفاء للدفاع عن النفس و عن الأوطان بينما المجرمون يستعملونه للظلم و التعدي على الأرواح البريئة، و السيارة تنفعنا في السفر و التنقل إلا أن سوء استعمالنا لها يسبب حوادث و إزهاق أرواح، فالفساد و الطغيان صفتان من صفات النفس البشرية قال تعالى { كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى} و من جهة أخرى أشاد صلى الله عليه و سلم بالعبد الصالح الغني فقال  : "نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ"

و لعل لهذا الاعتقاد بعدا نفسيا يجب التنبه إليه و هو أن النفس البشرية دائما تبحث على أعذار و لو كانت واهية لتبرير فشلنا في بعض الأمور،و هي حيلة نفسية تسمى التفكير الرغبي Wishful thinking ، فتجد من هو فاشل ماليا يلجأ إلى هذه الحيلة النفسية بطريقة لا شعورية حتى يشعر بالراحة، و هذا لا يعني أن ليس للمال سطوة و تأثير على النفس البشرة بلى و لكن يجب أن نعتني بثقافتنا المالية حتى نفهم المال و علاقته بالنفس البشرية بدل الوقوع في الفخ النفسي الشيطاني {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} .

لو شاء الله لأغناني : 

يروى أن عمر رضي الله عنه أراد قطع يد سارق فحاججه السارق الماكر بقوله :[ يا أمير المؤمنين كيف تقطع يدي و قد سرقت بقدر من الله ! فأجابه عمر : أنت سرقت بقدر من الله و انأ سأقطع يدك بقدر من الله]. معظمنا يفهم القضاء و القدر كفهم هذا السارق، فنقول لو شاء الله لأغنانا إنما نحن فقراء بقضاء و قدر من الله و الإيمان بقضاء الله واجب ! يا عيني على" الإيمان الرغبي" !

مسألة القضاء و القدر مسألة دقيقة و تتطلب حيزا كبيرا ليس هذا مجاله إلا أنه يجب معرفة أننا في هذه الدنيا مسيرون فقط في 10% و هذه 10% لها تأثير 1% فقط على حياتنا، فنحن مسيرون في جنسنا إذ لا أحد يختار لنفسه أن يكون ذكرا أم أنثى، مسيرون في أسمائنا، في مسقط رؤوسنا ووفاتنا… و هكذا، لكننا مخيرون في 90% الباقية و التي تشمل أفعالنا و أقوالنا و إرادتنا، و حاشا أن يسلب الله عز و جل العباد إرادتهم ثم يحاسبهم في الآخرة على أفعالهم ! .

لقد خلق الله تعالى أسباب الفقر و أسباب الغنى، فمن سلك أسباب الغنى اغتنى بقدر من الله، و من سلك أسباب الفقر افتقر بقدر من الله، و أرزاق الإنسان مكتوبة بقدر سعيه إليها قال صلى الله عليه و سلم : «إعملوا فكل ميسر لما خلق له» .

السعادة ليست بالمال :

حيلة أخرى من حيل التفكير الرغبي، فكل من فشل في تحقيق المال يدعي أن السعادة ليست بالمال مع أننا متفقون أن السعادة لا تتأتى بالمال وحده لكن المال يبقى عنصرا مهما من معادلة تحقيق السعادة خاصة في عالمنا الحاضر حيث تعقدت وسائل العيش بشكل كبير و أصبح المال مطلوب في كل شيء، فكيف يتصور أسرة سعيدة بدون منزل يؤويهم، و كهرباء ينيرهم، و أكل يقيم أجسادهم، و دواء يشفي عللهم، مع العلم أن كل هذا من متطلبات العيش الأساسية لكنها تحتاج إلى المال و لن نجدها بالمجان. 

قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) في إشارة إلى أن المال أول عنصر من عناصر معادلة السعادة في الحياة الدنيا، و قال أحد الحكماء (المال شقيق الروح) حيث أنه يشعرنا بالراحة والأمان الداخليين، بينما عند افتقاده يحس الإنسان بعدم الأمن و الخوف من المجهول، صحيح أن المال لا يشتري السعادة لكنه يشتري الدواء للمريض، يشتري الطعام لطفل جائع، يشتري تذكرة طيران لحج بيت الله، يجعلك تقضي أفضل الأوقات مع عائلتك، يجعلك تمد يد العون للمحتاجين، يشتري بيتا يجمع شابا أراد العفاف مع محبوبته، المال لا يشتري السعادة لكنه ينقذك من قلة الحيلة و الوقوف مكتوف الأيدي أمام أي مشكلة من مشاكل الحياة .

لم أرث شيئا حتى أكون غنيا :

يعتقد البعض أن الأثرياء هم أثرياء لأنهم ورثوا ثرواتهم من عائلاتهم بينما الواقع في الحقيقة يثبت خطأ هذه الفكرة، حيث أن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة ألأغنياء الذين ورثوا ثرواتهم هي أقل من 20 % فقط بينما أكثر من 90 % من أثرياء العالم عصاميون خلقوا ثرواتهم بجهدهم الخاص ، كما أن الدراسات أيضا تشير أن أغلب من ورثوا ثرواتهم فقدوها في الخمس سنين الأولى بسبب تبذيرهم لها لأنهم حصلوا عليها بسهولة و لم يعملوا فيها حتى يدركوا قيمتها، من جهة أخرى صرح موقع فوربس Forbs الشهير و المختص في ترتيب أغنياء العالم أن نسبة 30 % فقط من لائحة أثرياء العالم التي يقدمها ورثوا ثرواتهم من عائلاتهم و أن باقي ال 70 % كلها أثرياء عصاميون كونوا ثرواتهم بجهدهم الخاص .
google-playkhamsatmostaqltradent