تخلص من التشكي و عش السعادة و النجاح
 |
التشكي مرض أصبح منتشر في عالمنا العربي وعلى مستوى جميع الفئات العمرية خاصة مع ما يعرفه من مشاكل اقتصادية ، و أصبحنا لا نسمع إلا الشكوى في أحاديث الناس و في برامج الراديو و على وسائل التواصل الاجتماعي بل و حتى على الجدران في الشوارع ، يقول المختصون النفسيون أن الشخص كثير الشكوى يؤمن أن المشاكل و الأزمات هي محور الحياة ، و أن أهميته في الحياة تقدر بحجم المعاناة التي يعانيها ، كما أنه يستعمل عادة التشكي كوسيلة لجلب التعاطف من الآخرين و أداة تجعله يحس براحة نفسية و تبرر فشله . فان كنت تريد التخلص من هذه العادة السيئة والعيش بسعادة فإليك كيف:
1- كن ايجابي :
الايجابية يجب أن نتبناها جميعا كمنهج حياة لأنها ستخلصنا من العديد من المشاكل التي نعاني منها في حياتنا اليومية، و علينا تقبل حقيقة أن لا شيء مثالي في هذه الحياة فمن المستحيل أن تُفَصَّلَ الحياة على مقاسنا بحيث لا نلاقي فيها إلا تلك الأشياء التي تروقنا ! . في حقيقة الأمر لا يهم أبدا ما قد يواجهنا من أحداث أو تحديات بقدر ما يهم ردة فعلنا اتجاهها فقط ردة فعلنا ما قد يجعل تلك الأحداث و التحديات ايجابية أو سلبية، أعلم أنه ليس من السهل أن نبرمج عقولنا على هذا لكن نتائج التفكير الايجابي و التغيير الرائع الذي قد يحدثه في حياتنا يستحق بذل مجهود في ذلك .
2- كن شاكرا :
يقول تعالى [ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ] فلو أعد كل واحد منا قائمة بالنعم التي حباه الله تعالى بها لأحس بالرضا و السعادة و ندم على ساعات التشكي التي كانت يجب أن تقضى في حمد الله و شكره على ما نحن فيه، فان كنت تعيش في أمن فأنت أفضل حالا من 60 مليون نازح بسبب الحروب، و إن كنت تبصر بعينيك فأنت خير من 3 مليار إنسان فاقد لبصره، و إن كنت تشرب ماء صافيا من الصنبور فأنت أوفر حظا من أكثر من 10 ملايين يموتون كل عام بسبب تلوث المياه، هذا فقط من باب الذكر لا الحصر و إلا فلو تفكرنا في ما عندنا من نعم لما بقي أي سبب للتشكي .
3- لا تركز على ما لا تستطيع تغييره :
تكون شكوى الناس في أغلب الأحيان بسبب أشياء لا يمكنهم التحكم فيها أو تغييرها، فما جدوى مثلا التشكي من الطقس أو تصرفات وقناعات الآخرين أو القرارات السياسية… ، كل هذه الأشياء خارج دائرة سيطرتنا و لا فائدة أبدا من التركيز عليها بل يجب التركيز فقط على دائرة سيطرتنا التي نستطيع التأثير فيها و بالتحديد ذواتنا و أسرنا، قد يقول البعض لكن هذه الأشياء لديها تأثير علينا فكيف نتجاهلها ! ، صحيح لكن حجم التأثير و منحاه نحن من يحدده، فان كان هناك قرار سياسي مثلا لا يعجبنا فيجب أن نتحلى بالايجابية كما ذكرنا سابقا و إيجاد حل للتعامل معه للحد من تأثيره، أما مجرد التشكي و البكاء فمعناه سيطرة المشكلة عليك و لو تشكينا مدى الدهر فلن يتغير شيء .
4- تقبل التغيير :
يجب تقبل حقيقة أن كل شيء متغير في الحياة و لا شيء ثابت إلى الأبد، قاعدة - دوام الحال من المحال- هي قاعدة كونية تنطبق على كل جوانب الحياة، فبدل التشكي من المستجدات يجب قبول التغيير و التعايش معه بايجابية فالتغيير ليس بالضرورة إلى أسوء بل يمكن أن يكون إلى الأفضل، التغييرات أمر حتمي في الحياة و يجب التكيف معها والنظر إليها على أنها فرص جديدة لتقوية تجاربنا و كسر روتين الحياة .
5- أفرغ كأسك :
النفس البشرية يمكن تشبيهها بكأس يمتلأ كل يوم بخليط من المشاعر المختلفة و إذا لم نعمل على تفريغ هذا الكأس فانه يبدأ في الفيضان لأتفه الأسباب ، و يظهر ذلك في تصرفاتنا كالتشكي و سرعة الغضب و ردات الفعل العنيفة و الغير مبررة أحيانا، و لذلك يجب علينا العمل على تفريغ الكأس عن طريق ممارسة الرياضة بصفة منتظمة لأن الجهد البدني و التنفس العميق يعمل على طرد التوتر و الشحنات السلبية، كذلك ينصح بالحصول على لحظات هادئة للتأمل وذكر الله لما لذلك من أثر سحري على تهدئة النفس و صفاء الذهن، كما ينصح المختصون أيضا بممارسة الهوايات المختلفة كالقراءة و الكتابة و العمل الخيري و غيرها، و يبقى كل شخص طبيب نفسه و عليه إكتشاف الأنشطة التي تساعده على إفراغ كأسه و التخلص من التشكي .
6- تحمل المسؤولية :
عادة ما يكون الشخص المتشكي شخص يعتقد أنه مجرد ضحية للظروف و المحيط و السياسات و النظام … الخ و يعبر عن مظلوميته عن طريق عادة التشكي، هذا النمط من الشخصية -شخصية الضحية- هي سمة من سمات المتشكي بامتياز، و الحقيقة التي يجب إدراكها أن الإنسان وحده من يحدد مصيره بطريقة تفكيره و أعماله و مهما كانت الظروف فالإنسان يمكنه التغلب عليها و الحصول على النجاح الذي يستحق، و لعل قصص كل الناجحين في العالم أكبر دليل على ذلك حيث أنهم خلقوا نجاحاتهم في ظروف قد يبدوا النجاح فيها مستحيلا فالناجحون لا يتشكون بل يعملون .